هل فكرت يوما هل تحب الوطن أم الحرية؟ هل تحب الشمس أم النور؟ هل تحب الصديق أم الوفاء؟ أم الحب أم الإنسان؟ لم دائما نحصر آمالنا في اطر المادة الجوفاء؟ لم نسمح بان يتعبنا الانتظار للوصول إلى المجهول؟ لم معالم الحياة غير واضحة بالنسبة لمن سكنته الحياة؟ حين تصبح البداية والنهاية سيان بالنسبة لحلم غريب، حين تضحك من جرح الغريب. حين تجد نفسك في اللامكان، واقفا، عاجزا عن الرجوع لقمة اندثارك، أو المضي في سراب يحيط أمالك. حين تضحك رغما عن ذلك، حين تخسر ذاتك.
حين تفقد الوطن. حين يضيع المكان من ذاكرتك، ويحتجزك الزمان في سرداب لم يزره الأمل يوما. حين تفقد الفرق بين الفرح والحزن. بين يأسك وألمك. بين الحياة والموت. حين تدرك أن الاندثار وجود. حين تشعر بالظلم حتى من ذاتك. ليصبح الأمل نارا تحرقك. والحلم فراغ يسحقك. تحاول الهرب من ذكريات مضرجة بخسائر مروعة. حين تقطر عيناك دماء، لتحرق لك ما تبقى من معالم وجهك البائس. حين تقف عاجزا عن فهم الحياة، لأنها قد كشفت لك مؤخرا عن أسرار دفينة. حين يصبح السر كل ما يعرفه الآخرون عنك. تصبح السماء كتاب أحزانك. والنجوم نقاط سوداء تشوه تاريخك. حين تشعر بالملل حتى من راحتك. ويسكن الضجر زوايا معتقداتك. حين تضيع. قف قليلا، وفكر بذاتك.
هل تملك ما هو أغلى منك، بالنسبة إليك؟ هل هناك ما هو أهم من وجودك؟ هل تاحترم نفسك يا بني ادمب الأشياء معان بدون أن تحيط بها بشعورك؟ هل الخيانة، والبؤس، والشقاء الذي عشش في أحلامك، سببا للاستسلام؟
ارفق بهذا القلب الذي يئن بين أضلعك. أعط نفسك فرصة أخرى، لتبدأ حتى من دون بداية. ليس المهم أن تضع نصب عينيك هدفا تصبو إليه. فقط، ارفق بخوف صغارك.
هشم السلام في أعماقك. لا تستسلم للوردة حين تسخر من ضعفك، لتجرح قلبك. لا تكن جبانا، تظهر لمن لا يستحق الحياة خوفك. اقتل ترددك بكل ما تملك من قوة. اجعل أحزانك لعنة، لتكره ماضيك المشؤوم. لا تبالي إن فقدت أيامك. أنت فكرة، والحياة كذلك.